من هو محمد العمودي، رجل الأعمال الإثيوبي السعودي الذي أثارت ثروته الجدل في الأوساط الاقتصادية؟ بثروة تُقدّر بمليارات الدولارات، واستثمارات تمتد من الشرق الأوسط إلى إفريقيا، يظل محمد حسين العمودي أحد أبرز رجال الأعمال في العالم العربي والإفريقي.
في هذه المقالة، نستكشف أسرار ثروته، ونغوص في تفاصيل أعماله بين السعودية وإثيوبيا، وكيف تمكّن من بناء إمبراطورية اقتصادية ضخمة تمتد بين قارتين. تابع القراءة لتكتشف القصة الكاملة وراء صعود هذا الملياردير المؤثر.
قصة نجاح محمد حسين العمودي في بناء إمبراطورية من النفط والعقارات
لم يكن محمد حسين العمودي رجل أعمال عاديًا، بل تحوّل خلال عقود قليلة إلى واحد من أبرز المليارديرات في العالم العربي والإفريقي. وُلد العمودي لأب يمني وأم إثيوبية، ونشأ بين ثقافتين متداخلتين منحته رؤية ثاقبة في عالم المال والأعمال. استطاع بذكائه الاستثماري وشبكة علاقاته الواسعة أن يضع بصمته في مجالات استراتيجية، أبرزها قطاعي النفط والعقارات، ليصبح اسمه مرادفًا للنجاح الاقتصادي العابر للحدود.
![]() |
أسرار ثروة محمد العمودي بين السعودية وإثيوبيا |
بدايته الحقيقية نحو الثروة بدأت من السعودية، حيث وجد بيئة محفزة لنمو أعماله في قطاع المقاولات، ثم توسّع تدريجيًا ليستثمر في مشاريع ضخمة في مجالات الطاقة، البنية التحتية، والفنادق. لم تقتصر استثمارات محمد العمودي على السعودية فقط، بل عاد ليستثمر بقوة في وطن والدته إثيوبيا، مساهمًا في تطوير الاقتصاد الوطني من خلال مشاريعه الزراعية والصناعية العملاقة، ما جعله من أبرز الشخصيات المؤثرة في القارة السمراء.
اليوم تُقدّر ثروة محمد حسين العمودي بمليارات الدولارات، موزعة بين شركات واستثمارات متنوعة، جعلت منه أحد أعمدة الاقتصاد في كل من السعودية وإثيوبيا. تُعتبر قصته مثالًا حقيقيًا على كيف يمكن لرائد أعمال أن يبني إمبراطورية اقتصادية من لا شيء، عبر مزيج من الجرأة، التخطيط الذكي، والاستثمار في القطاعات الحيوية كالبترول والعقارات. فما هي أسرار نجاح هذا الملياردير؟ وكيف حافظ على مكانته رغم التحديات السياسية والاقتصادية؟ هذا ما سنكشفه في هذا المقال.
من هو محمد العمودي؟ النشأة والجذور العائلية
وُلد محمد حسين العمودي عام 1946 في مدينة ديسي الواقعة في شمال إثيوبيا، لأب من أصل يمني وأم إثيوبية. هذا الخليط العرقي والثقافي بين الجزيرة العربية وشرق إفريقيا شكّل خلفية غنية ساهمت في بناء شخصية طموحة قادرة على فهم البيئات المتنوعة والتعامل معها بمرونة. نشأ العمودي في بيئة بسيطة، ولكنها زاخرة بالقيم العائلية والتقاليد التي تحث على العمل والاجتهاد، مما كان له تأثير واضح في مسيرته المهنية لاحقًا.
منذ صغره، أظهر العمودي اهتمامًا كبيرًا بالتجارة والأعمال، وكان دائم الفضول حول كيفية إدارة المشاريع وتحقيق الأرباح. وعلى الرغم من محدودية الموارد في طفولته، فإن دعمه العائلي وتعليمه المبكر أسهما في غرس قيم الطموح والاستقلال المالي. هذا الدعم العائلي، وخاصة من والدته الإثيوبية، شكّل دافعًا كبيرًا له للعودة لاحقًا للاستثمار في إثيوبيا، ليس فقط بحثًا عن الربح، بل كردّ للجميل.
وقد ساعدته أصوله السعودية، اليمنية على بناء علاقات قوية في المملكة العربية السعودية في مراحل لاحقة من حياته، الأمر الذي مهّد الطريق لدخوله عالم المال والأعمال هناك، حيث وجد بيئة خصبة لتوسيع رؤيته الاستثمارية.
رحلة صعود محمد حسين العمودي إلى قائمة أغنى رجال العالم
لم تكن رحلة محمد حسين العمودي نحو قائمة أغنى رجال العالم طريقًا مفروشًا بالورود، بل كانت حافلة بالتحديات والقرارات المصيرية. بدأ مسيرته من الصفر تقريبًا، من خلال العمل في قطاع المقاولات داخل المملكة العربية السعودية في سبعينيات القرن الماضي.
- وبفضل رؤيته الاستثمارية الحادة، تمكن من تأسيس قاعدة صلبة لأعماله عبر تنفيذ مشاريع ضخمة في مجالات البناء والبنية التحتية، وهو ما شكّل الانطلاقة الحقيقية نحو تكوين ثروته.
- مع توسّع نشاطه، انتقل العمودي تدريجيًا إلى الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية، مثل النفط والتكرير والتعدين والزراعة، سواء داخل السعودية أو في بلده الأم إثيوبيا.
- اعتمد على تنويع استثماراته وعدم الاكتفاء بمجال واحد، وهو ما ساعده على تخفيف المخاطر وتعزيز نمو ثروته بشكل متوازن ومستدام.
في ذروة نجاحه، أدرجت مجلة فوربس محمد حسين العمودي ضمن قائمة أغنى رجال العالم، حيث تجاوزت ثروته حاجز الـ10 مليارات دولار في بعض السنوات. لم تكن هذه الثروة فقط نتيجة حُسن الإدارة، بل أيضًا ثمرة شراكات دولية ناجحة ورؤية طويلة الأمد في القطاعات الحيوية التي تشكّل عماد الاقتصاد العالمي.
أبرز استثمارات محمد حسين العمودي في السعودية وإفريقيا
- يشتهر محمد حسين العمودي بكونه من أكثر المستثمرين تنوعًا في مجالات أعماله، حيث امتدت استثماراته عبر قارتين: السعودية التي احتضنت بداياته، وإفريقيا التي تربطه بها أصول عائلية، وخاصة بلده الأم إثيوبيا.
- في السعودية، أنشأ العمودي مجموعة شركات قوية ساهمت في تنفيذ مشاريع ضخمة في البنية التحتية والطاقة والعقارات. من أبرز تلك الشركات "شركة الإنماء للتجارة والمقاولات" و"شركة دلة البركة"، اللتين لعبتا دورًا رئيسيًا في تطوير مشاريع حكومية وخاصة.
أما في إفريقيا، فقد ركز العمودي بشكل خاص على إثيوبيا، حيث ضخ استثمارات ضخمة في الزراعة والصناعات الغذائية والطاقة. ويُعد امتلاكه لشركة "MIDROC Ethiopia" أحد أهم إنجازاته، إذ تساهم هذه الشركة في تشغيل الآلاف من العمال وتدير مشاريع في الذهب والبناء والصحة والتعليم.
وتُعد هذه الاستثمارات من العوامل المؤثرة في الاقتصاد الإثيوبي، إذ تمثل نموذجًا على دور القطاع الخاص في تنمية القارة الإفريقية. وقد ساعدت هذه الاستثمارات العمودي في تحقيق توازن مالي واستراتيجي، حيث وفرت له السعودية الاستقرار والبنية التحتية، بينما منحت إفريقيا فرص التوسع والنمو في أسواق واعدة تحتاج إلى استثمارات طويلة الأمد.
آخر تطورات احتجاز محمد حسين العمودي وعلاقته بالحكومة السعودية
في عام 2017، أُلقي القبض على رجل الأعمال السعودي الإثيوبي محمد حسين العمودي ضمن حملة مكافحة الفساد التي شملت عددًا من رجال الأعمال والشخصيات البارزة في المملكة العربية السعودية. وقد تم احتجازه في أحد الفنادق الكبرى المخصصة لهذا الغرض، في إجراء استثنائي أثار اهتمامًا واسعًا على المستويين المحلي والدولي.
استمر احتجاز العمودي لأكثر من عام، دون صدور بيانات رسمية تفصيلية حول الأسباب المباشرة أو التهم الموجهة إليه، مما أدى إلى حالة من الغموض حول مصيره خلال تلك الفترة. رغم تداول الكثير من الأخبار حول وضعه الصحي أو مصير شركاته، فإن المؤكد أنه تم الإفراج عنه بعد مدة، وعاد لممارسة نشاطاته بشكل طبيعي دون تغيير كبير في ملكية أو إدارة شركاته الكبرى.
تشير التطورات إلى أن علاقة محمد العمودي بالحكومة السعودية لا تزال قائمة ضمن الأطر الرسمية والاقتصادية، خصوصًا أن جزءًا كبيرًا من استثماراته يتركز داخل المملكة في قطاعات حيوية كالعقارات والطاقة. ورغم فترة التوقيف، لم تؤثر تلك المرحلة بشكل دائم على استمرارية أعماله أو على مكانته الاقتصادية، ما يعكس مرونة منظومته الاستثمارية وقدرته على التكيّف مع التحولات السياسية والاقتصادية في المنطقة.
كم تبلغ ثروة محمد حسين العمودي؟
بحلول عام 2025، قُدرت ثروة رجل الأعمال السعودي الإثيوبي محمد حسين العمودي بنحو 7.4 مليار دولار، ليواصل بذلك تواجده ضمن قائمة أغنى الشخصيات في العالم. بعد سنوات من التقلبات المالية نتيجة الظروف الاقتصادية وأسواق الطاقة، تمكن العمودي من تعزيز وضعه المالي بفضل سلسلة من التحركات الاستثمارية الناجحة التي شملت قطاعات النفط والتكرير والطاقة والعقارات.
- ويُعتبر العمودي أغنى شخصية من أصول إثيوبية في العالم، كما يُصنف من بين أبرز رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية.
- وعلى الرغم من غيابه في بعض السنوات عن قوائم الترتيب التقليدية، إلا أن ثروته ومشاريعه المتنوعة تثبّت حضوره ضمن النخبة الاقتصادية على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا.
- الارتفاع الأخير في قيمة ثروته ارتبط بصفقات استراتيجية، خاصة في قطاع الطاقة، إضافة إلى توسع أعماله في عدة دول، مما ساهم في استعادة مكانته بين كبار المليارديرات عالميًا.
- كما أن التنوع الجغرافي لاستثماراته في السعودية وإثيوبيا وأوروبا جعله أقل تأثرًا بالتقلبات الاقتصادية الموضعية.
تشكل قصة محمد حسين العمودي نموذجًا فريدًا لرجل الأعمال الذي نجح في بناء إمبراطورية اقتصادية عابرة للحدود، جمعت بين السعودية وإثيوبيا، واستندت إلى رؤية استثمارية طويلة المدى في قطاعات استراتيجية مثل النفط والعقارات والطاقة. ورغم التحديات التي واجهها، لا تزال ثروة محمد العمودي تعكس تأثيره الكبير في عالم المال والأعمال، ما يجعله واحدًا من أبرز المليارديرات في الشرق الأوسط وإفريقيا.