من شاب طموح يحمل رؤية، إلى أحد أبرز رواد العقارات في العالم العربي والعالمي — هذه هي قصة محمد العبار، رجل الأعمال الإماراتي الذي حوّل حلم الاستثمار إلى واقع ملموس من خلال تأسيس شركة إعمار العقارية. فكيف تمكن العبار من بناء إمبراطورية عقارية غيّرت وجه دبي وجعلت من برج خليفة أيقونة عالمية؟
في هذا المقال، نستعرض رحلة محمد العبار في عالم العقارات، ونكشف كيف أصبحت إعمار واحدة من أنجح شركات التطوير العقاري، وما الدروس التي يمكن لأي مستثمر أو رائد أعمال أن يتعلمها من هذه القصة الملهمة.
من دبي إلى العالمية | كيف بنت "إعمار" إمبراطورية محمد العبار الاستثمارية؟
من دبي بدأت الحكاية، حيث اجتمع الطموح بالرؤية، ليصنع رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار لنفسه مسارًا غير تقليدي في عالم الاستثمار والعقارات. لم يكن العبار مجرد مدير أو مسؤول، بل كان مؤمنًا بإمكانيات بلاده ومستقبلها الاقتصادي، وخاصة إمارة دبي التي كانت في مرحلة تحوّل عمراني غير مسبوق. من هذه البيئة الديناميكية، انطلقت فكرة إنشاء شركة تطوير عقاري تُحدث فرقًا حقيقيًا في المشهد العقاري المحلي والعالمي.
![]() |
كيف أصبح محمد العبار رائدًا في عالم العقارات مع إعمار؟ |
تأسست شركة إعمار العقارية عام 1997 بقيادة محمد العبار، لتتحول خلال سنوات قليلة إلى واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري في الشرق الأوسط والعالم. بفضل مشاريع ضخمة مثل برج خليفة – أطول ناطحة سحاب في العالم – ودبي مول، أعادت إعمار تعريف مفهوم العقارات الفاخرة والحديثة. ولم يكن هذا التوسع مجرد توسع في البنيان، بل كان توسعًا في التأثير الاقتصادي والاستثماري، حيث جذبت إعمار استثمارات بمليارات الدولارات، ورسخت مكانة محمد العبار كرمز للنجاح الاستثماري.
اليوم، تُعتبر قصة محمد العبار وإعمار نموذجًا يحتذى به في عالم ريادة الأعمال والاستثمار العقاري. لم تقف طموحات العبار عند حدود دبي أو الإمارات، بل امتدت إلى أسواق عالمية في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. عبر هذه الرحلة الملهمة، استطاع العبار أن يبني إمبراطورية استثمارية عالمية ترتكز على الابتكار، والتخطيط الاستراتيجي، وفهم عميق لاحتياجات السوق، مما جعل اسمه مرادفًا للنجاح العقاري في العالم العربي والعالمي.
محمد العبار | من النشأة البسيطة إلى قيادة الاستثمار العقاري في الإمارات
وُلد محمد العبار في إمارة دبي عام 1956، وسط أسرة متواضعة العدد والإمكانات، ليبدأ مسيرة غير اعتيادية في عالم الأعمال. لم تكن نشأته الهادئة في بيئة بسيطة عائقًا أمام طموحه المبكر؛ بل كانت دافعًا لتطوير ذاته علميًا ومهنيًا. حصل العبار على منحة دراسية لاستكمال تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة، حيث نال شهادة في إدارة الأعمال من جامعة سياتل، ما شكّل نقطة التحول في وعيه الاقتصادي ونظرته للسوق العالمية.
بدأ محمد العبار حياته المهنية في القطاع الحكومي، حيث شغل مناصب مختلفة أبرزها مدير دائرة الاقتصاد والتخطيط في دبي. ومن خلال هذا المنصب، ساهم في صياغة السياسات الاقتصادية للإمارة، مما منحه خبرة عملية كبيرة في مجال الاستثمار وإدارة المشاريع. كان العبار قريبًا من دائرة القرار الاقتصادي، خصوصًا أنه عمل كمستشار اقتصادي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو ما أتاح له فهمًا عميقًا لطبيعة السوق المحلي واستراتيجيات التنمية.
شكل هذا التدرج المهني قاعدة صلبة انطلق منها العبار لتأسيس مشاريعه الخاصة، التي كان على رأسها شركة "إعمار العقارية". فقد امتزجت رؤيته الاقتصادية بالخبرات التي اكتسبها من عمله في مؤسسات الدولة، مما جعله مؤهلاً لقيادة مشاريع تطوير عقاري طموحة، ليس فقط في دبي بل في عدة أسواق عالمية. هكذا تحوّل محمد العبار من شاب طموح إلى أحد أبرز رجال الأعمال والمستثمرين في مجال العقارات في الشرق الأوسط والعالم.
إعمار العقارية | نقطة التحول التي قادت محمد العبار إلى العالمية
عندما أسس محمد العبار شركة "إعمار العقارية" عام 1997، لم يكن الهدف مجرد تطوير مشاريع محلية، بل بناء كيان اقتصادي يضع دبي على خريطة الاستثمار العقاري العالمي. وبالفعل، كانت إعمار الشرارة التي أطلقت مسيرة العبار نحو العالمية، حيث جمعت بين التخطيط الاستراتيجي والجرأة الاستثمارية، مما مكّنها من تنفيذ مشاريع تعتبر اليوم من أهم المعالم العقارية في العالم.
- بدأت إعمار بتركيزها على تطوير مجمعات سكنية راقية في دبي، لكنها سرعان ما اتجهت إلى مشاريع ضخمة غيّرت وجه المدينة، أبرزها مشروع "برج خليفة" الذي أصبح أطول برج في العالم.
- هذا المشروع لم يكن مجرد إنجاز هندسي، بل كان إعلانًا عن دخول محمد العبار بقوة إلى نادي كبار المستثمرين العالميين. ومن خلال إعمار، أدار العبار استثمارات بمليارات الدولارات، ونجح في استقطاب مستثمرين وشركاء من مختلف دول العالم.
- امتد تأثير إعمار إلى خارج حدود الإمارات، حيث نفذت مشاريع عقارية وتجارية في دول مثل السعودية ومصر والهند وتركيا وغيرها.
هذا التوسع الدولي عزّز من مكانة محمد العبار كمستثمر عالمي، وجعل من إعمار نموذجًا يُحتذى به في مجال التطوير العقاري الحديث. ومع كل توسع جديد، ترسخت مكانة العبار في الأسواق العالمية، لتصبح شركته بوابة نجاحه الحقيقي نحو الاستثمار العالمي المتنوع.
مشاريع إعمار العالمية | من برج خليفة إلى توسعات محمد العبار الدولية
استطاع محمد العبار من خلال شركة "إعمار العقارية" أن يضع بصمته في عدد من أهم المشاريع العقارية حول العالم، حيث مثّل "برج خليفة" نقطة الانطلاق الأبرز نحو المشهد العالمي. فقد أصبح هذا البرج، الذي يُعد أطول ناطحة سحاب في العالم، رمزًا لتفوق إمارة دبي في مجال العمارة والابتكار، وجعل من اسم محمد العبار مقترنًا بالطموح اللامحدود والريادة العقارية.
لم تكتفِ إعمار ببرج خليفة، بل توسعت في تنفيذ مشاريع ضخمة تركت تأثيرًا ملحوظًا في قطاعات التجزئة والضيافة والعقارات السكنية. من بين هذه المشاريع، "دبي مول"، أحد أكبر مراكز التسوق في العالم، و**"دبي مارينا"**، التي أصبحت وجهة سياحية واستثمارية راقية، بالإضافة إلى "العنوان للفنادق والمنتجعات" التي تقدم مفهوماً جديداً للفخامة والضيافة. هذه المشروعات كانت تعبيرًا مباشرًا عن رؤية العبار في خلق تجارب عمرانية متكاملة، تتجاوز السكن لتشمل الترفيه والاستثمار.
أما على الصعيد الدولي، فقد وسّع محمد العبار نطاق تأثيره من خلال مشاريع إعمار في أسواق استراتيجية مثل السعودية ومصر والهند وتركيا والمغرب. ففي السعودية، شاركت إعمار في تطوير مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، بينما أطلقت في مصر مشروع "أب تاون كايرو" و"مراسي" في الساحل الشمالي، وهي مشاريع عقارية فاخرة تستهدف السوق الراقية. كما دخلت إعمار أسواقًا ناشئة مثل الهند من خلال مشروعات سكنية ضخمة في مدن رئيسية، ما جعل الشركة واجهة عربية للاستثمار العقاري الحديث.
تنويع استثمارات محمد العبار | من أرباح إعمار إلى التكنولوجيا واللوجستيات
بعد تحقيق شركة إعمار العقارية نجاحًا ماليًا هائلًا، أدرك محمد العبار أهمية تنويع مصادر دخله وتوسيع نشاطه خارج قطاع العقارات. فبدلًا من الاكتفاء بالعائدات الضخمة من المشاريع العقارية، قرر توجيه جزء كبير من أرباح إعمار نحو قطاعات جديدة وواعدة، أبرزها التكنولوجيا، والتجارة الإلكترونية، واللوجستيات، في خطوة مدروسة تعكس فكرًا استثماريًا بعيد المدى.
- في قطاع التكنولوجيا، أطلق محمد العبار منصة "نون" للتجارة الإلكترونية عام 2017، بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، كبديل عربي منافس لعمالقة مثل أمازون. هدفت "نون" إلى تلبية الاحتياجات المتزايدة للمستهلكين في الشرق الأوسط، مستفيدة من البنية التحتية والخبرة المالية التي اكتسبها العبار من إدارة إعمار. توسعت المنصة بسرعة لتشمل الإمارات والسعودية ومصر، وساهمت في تعزيز حضور العبار في عالم الاقتصاد الرقمي.
- أما في قطاع اللوجستيات، فقد ركز العبار على بناء منظومة متكاملة تدعم التجارة الإلكترونية وسلاسل التوريد. استثمر في شركات النقل الذكي والتوصيل وخدمات التخزين، وأشرف على تطوير مراكز توزيع ضخمة لتسريع عمليات الشحن والتوصيل في الأسواق المحلية والإقليمية.
هذا التوجه يعكس قناعته بأن مستقبل الاقتصاد العالمي مرهون بالتحول الرقمي والتكامل بين التكنولوجيا والخدمات، وهو ما جعله من أوائل المستثمرين العرب الذين تبنوا هذا النموذج المتكامل في الاستثمار.
استثمارات محمد العبار الحالية | عقارات مصرية وتوسع دولي مستمر
تركز استثمارات محمد العبار الحالية بشكل كبير على السوق المصري، من خلال توسعات استراتيجية تقودها شركة "إعمار مصر". وتشير التقديرات إلى أن حجم استثماراته هناك يبلغ نحو 18 مليار دولار، مع خطة لزيادتها إلى 25 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، عبر مشروعات عقارية كبرى ومجتمعات متكاملة.
من أبرز هذه المشاريع، تطوير منطقة "ميفيدا" في القاهرة الجديدة على مساحة 500 فدان، ضمن شراكة ضخمة تهدف إلى تعزيز مفهوم الحياة المتكاملة داخل المدينة. ويُعد هذا المشروع امتدادًا لرؤية العبار في تقديم عقارات ذات جودة عالمية، تجمع بين السكن والترفيه والخدمات التجارية. وتتنوع استثماراته الأخرى في مصر ما بين مشروعات في العاصمة الإدارية الجديدة والساحل الشمالي.
ولا تقتصر استثمارات محمد العبار الحالية على مصر، بل تشمل توسعًا مدروسًا في عدة أسواق عربية وآسيوية، في مجالات العقارات والفنادق والتجزئة. ويستعد العبار خلال الفترة القادمة لضخ استثمارات إضافية في مشروعات سياحية وسكنية، بما يعكس التزامه بتوسيع إمبراطوريته الاستثمارية خارج حدود الإمارات، مع التركيز على الأسواق ذات النمو المرتفع والطلب المتزايد على التطوير العقاري الحديث.
دروس من مسيرة محمد العبار | أسرار النجاح في الاستثمار وريادة الأعمال
تمثل رحلة محمد العبار نموذجًا حيًا لرائد أعمال عربي استطاع أن يبني نجاحه من الصفر، معتمدًا على الرؤية الواضحة والتخطيط طويل الأمد.
- وأولى الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه المسيرة أن الفرص الكبرى تأتي غالبًا من قراءة ذكية للسوق المحلي والانطلاق منه إلى آفاق أوسع. فقد بدأ العبار من دبي، لكنه وضع نصب عينيه العالمية منذ البداية، مما جعله يوجّه مشاريعه لتكون قابلة للتوسع والانتشار.
- الدرس الثاني يكمن في أهمية تنويع مصادر الاستثمار وتجنب الاكتفاء بمجال واحد، مهما كانت النجاحات المحققة فيه. فبعد أن عزز محمد العبار مكانته في سوق العقارات من خلال شركة إعمار، توسّع بخطى مدروسة نحو مجالات أخرى كالتكنولوجيا واللوجستيات، مدفوعًا بإيمان عميق بأن الأسواق لا تبقى على حالها، وأن الاستعداد للمستقبل يتطلب جرأة في اتخاذ القرار وتجديدًا دائمًا في الرؤية. لم تكن هذه الخطوة مجرد انتقال، بل تجسيدًا لفلسفة أن المرونة والابتكار هما أساس الاستمرار في القمة.
- وأخيرًا، تعلّمنا من محمد العبار أن القيادة الناجحة لا تعني السيطرة، بل تعني بناء فرق عمل قوية، واتخاذ قرارات مبنية على تحليل دقيق ومعرفة شاملة بالسوق. لقد حرص دائمًا على اختيار شركائه بعناية، وتبنّى الابتكار في كافة مراحل مشاريعه، سواء في التصميم المعماري أو في إدارة الاستثمارات. هذه المبادئ حولت محمد العبار من رجل أعمال محلي إلى رمز من رموز النجاح الاستثماري وريادة الأعمال في العالم العربي.
تُعد مسيرة محمد العبار نموذجًا ملهمًا في عالم الاستثمار وريادة الأعمال، حيث استطاع من خلال تأسيسه لشركة إعمار العقارية أن ينقل طموحه من دبي إلى العالمية، ويحوّلها إلى منصة لانطلاقة اقتصادية متعددة القطاعات. من العقارات إلى التكنولوجيا واللوجستيات، أثبت العبار أن الرؤية الواضحة والتنوع الذكي في الاستثمارات هما مفتاح النجاح طويل الأمد، ليبقى اسمه علامة بارزة في سجل أبرز رجال الأعمال في الشرق الأوسط والعالم.
هل تريد تعلم قصة نجاح صالح كامل؟ اقرأ: [قصة نجاح صالح كامل | من البدايات إلى القمة الاقتصادية]