📁 آخر الأخبار

الفرق بين الأسهم الدورية وغير الدورية للمستثمرين

هل تساءلت يومًا عن سبب تقلب أسعار بعض الأسهم مع تغيرات السوق، بينما تظل أخرى أكثر استقرارًا؟ فهم الفرق بين الأسهم الدورية وغير الدورية هو أحد مفاتيح النجاح لأي مستثمر يسعى لاتخاذ قرارات مالية ذكية. ففي حين ترتبط الأسهم الدورية ارتباطًا وثيقًا بدورات الاقتصاد، تقدم الأسهم غير الدورية نوعًا من الأمان في أوقات الأزمات. 

في هذا الدليل، سنكشف لك الفروقات الجوهرية بين النوعين، وأيهما الأنسب لك كمستثمر في مراحل السوق المختلفة، لتبني استراتيجية استثمارية أكثر وعيًا وربحية.

ما الفرق بين الأسهم الدورية وغير الدورية؟ وأفضل وقت للاستثمار في كل نوع

في عالم الاستثمار، تلعب معرفة نوع السهم دورًا محوريًا في اتخاذ قرارات مالية مدروسة. من بين التصنيفات الأساسية للأسهم، نجد تصنيفين بارزين: الأسهم الدورية والأسهم غير الدورية. يُعد فهم الفرق بين هذين النوعين خطوة ضرورية لأي مستثمر يسعى لتحقيق التوازن بين العوائد والمخاطر، خاصة في ظل تغيرات السوق المستمرة. فكل نوع يعكس طبيعة سلوك مختلف في مواجهة التقلّبات الاقتصادية، مما يؤثر بشكل مباشر على أداء المحفظة الاستثمارية.

ما الفرق بين الأسهم الدورية وغير الدورية؟ وأفضل وقت للاستثمار في كل نوع
الفرق بين الأسهم الدورية وغير الدورية للمستثمرين

الأسهم الدورية ترتبط عادة بأداء الاقتصاد العام، حيث تنتعش في فترات النمو وتتراجع عند حدوث ركود. وتشمل قطاعات مثل السيارات، والسفر، والسلع الكمالية، والتي يتأثر الطلب عليها بحسب الوضع الاقتصادي. أما الأسهم غير الدورية، فهي تمثل الشركات التي تقدم منتجات وخدمات أساسية لا يستغني عنها الناس في مختلف الظروف، مثل الغذاء، والرعاية الصحية، والمرافق العامة، ولهذا غالبًا ما تحافظ على استقرارها حتى في أوقات الأزمات.

أما من حيث توقيت الاستثمار، فيُفضل شراء الأسهم الدورية عندما تكون المؤشرات الاقتصادية إيجابية، أو في بدايات التعافي من الركود، حيث يكون هناك توقعات بزيادة الطلب. في المقابل، تكون الأسهم غير الدورية خيارًا أكثر أمانًا أثناء فترات عدم اليقين أو الانكماش الاقتصادي، إذ توفر حماية نسبية للمحفظة ضد التذبذبات. وبالتالي، يعتمد اختيار التوقيت على قراءة دقيقة لحالة السوق وأهداف المستثمر الشخصية.

ما هي الأسهم الدورية؟ ولماذا تتأثر بتقلبات الدورة الاقتصادية؟

الأسهم الدورية هي نوع من الأسهم التي ترتبط أرباحها وأداؤها العام ارتباطًا وثيقًا بحالة الاقتصاد. ببساطة، عندما ينمو الاقتصاد ويزداد إنفاق المستهلكين، تزدهر هذه الشركات وتحقق أرباحًا أكبر، مما يؤدي إلى ارتفاع قيمة أسهمها. ولكن في أوقات الركود أو التباطؤ الاقتصادي، ينخفض الطلب على منتجاتها وخدماتها، فتتراجع أرباحها وتنخفض أسعار الأسهم المرتبطة بها.

تتأثر هذه الأسهم بما يُعرف بـ الدورات الاقتصادية، وهي المراحل المتعاقبة من النمو والركود التي يمر بها الاقتصاد بمرور الزمن. في مراحل التوسع، يزداد الدخل والإنفاق، مما ينعكس إيجابًا على الشركات التي تعتمد على الاستهلاك غير الضروري مثل شركات السيارات، الفنادق، المطاعم، وشركات الطيران. أما خلال مراحل الانكماش، فيميل الناس إلى تقليص نفقاتهم على هذه السلع والخدمات، مما يؤدي إلى انخفاض عائدات هذه الشركات.

لذلك، تُعتبر الأسهم الدورية خيارًا جيدًا لمن يسعى لتحقيق أرباح أكبر في فترات الانتعاش الاقتصادي، لكنها تحمل مخاطر أعلى خلال أوقات الركود. وللتعامل معها بذكاء، يجب على المستثمر أن يتابع مؤشرات السوق بعناية، ويعرف توقيت الدخول والخروج المناسب لتجنب الخسائر المحتملة المرتبطة بتقلبات الاقتصاد.

ما هي الأسهم غير الدورية؟ ولماذا تُعد خيارًا آمنًا وقت الأزمات؟

الأسهم غير الدورية، والتي تُعرف أيضًا باسم الأسهم الدفاعية، هي أسهم تمثل شركات تقدم منتجات أو خدمات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، بغض النظر عن حالة الاقتصاد. تشمل هذه القطاعات الصناعات الغذائية، الرعاية الصحية، الأدوية، المرافق العامة، والسلع الاستهلاكية الأساسية. ولهذا السبب، تحتفظ هذه الشركات بطلب ثابت تقريبًا حتى في أوقات الركود أو الأزمات الاقتصادية.

بعكس الأسهم الدورية، لا تتأثر الأسهم غير الدورية بشكل كبير بالتقلبات الاقتصادية، لأن المستهلكين يستمرون في شراء احتياجاتهم الأساسية مثل الطعام والدواء والكهرباء حتى في أصعب الظروف. هذا يجعلها أكثر استقرارًا وأقل عرضة للخسائر خلال فترات الانكماش أو الأزمات العالمية، مما يمنح المستثمرين نوعًا من الأمان والحماية لمحافظهم.

يُعد الاستثمار في الأسهم غير الدورية استراتيجية ذكية للمستثمرين الذين يبحثون عن الاستقرار وتقليل المخاطر، خاصة عند ظهور مؤشرات على تباطؤ اقتصادي أو حالة عدم يقين في الأسواق. فهي لا تحقق بالضرورة أرباحًا كبيرة في أوقات النمو السريع، لكنها تحافظ على أداء ثابت، وتُساهم في تحقيق التوازن في المحفظة الاستثمارية على المدى الطويل.

الفرق بين الأسهم الدورية وغير الدورية من حيث الأداء والمخاطر

عندما يتعلق الأمر باختيار الأسهم المناسبة لمحفظتك، يصبح فهم الفروقات الجوهرية بين الأسهم الدورية وغير الدورية أمرًا حاسمًا. لا يكمن الفرق فقط في توقيت الأداء أو الارتباط بالاقتصاد، بل يتعداه إلى جوانب أعمق مثل مستوى المخاطر، وتوقعات النمو، والقدرة على الصمود في وجه الأزمات. 

في هذه المقارنة، نسلط الضوء على أبرز النقاط التي تميز كل نوع من الأسهم من حيث الأداء الاستثماري ودرجة المخاطرة، حتى يتمكن المستثمر من اتخاذ قرار استثماري أكثر دقة.

  • جدول المقارنة: الفرق بين الأسهم الدورية وغير الدورية: 
العنصر الأسهم الدوريةالأسهم غير الدورية
الارتباط بالاقتصادشديد الارتباط، تتأثر بشكل واضح
بالدورات الاقتصادية 
ضعيف الارتباط، أداء ثابت نسبيًا
في مختلف الظروف
الأداء في النمومرتفع عند تعافي الاقتصادمستقر، لا يشهد نموًا مفاجئًا
الأداء في الركودضعيف ويتراجع مع انخفاض الطلبمحافظ، أقل تأثرًا بانخفاض الإنفاق
المخاطرمرتفعة، تتأثر بالتقلباتمنخفضة نسبيًا، توفر أمانًا للمحفظة
القطاعات الشائعةالسيارات، السفر، التجزئة الكماليةالغذاء، الصحة، المرافق، الأدوية
مناسبة لمن؟للمستثمرين الباحثين عن أرباح في
فترات الانتعاش 
للمستثمرين الباحثين عن استقرار
طويل المدى

من خلال هذا الجدول، يتضح أن كل نوع من الأسهم يخدم هدفًا استثماريًا مختلفًا. فإذا كنت تبحث عن عوائد أكبر في فترات النمو الاقتصادي، فقد تكون الأسهم الدورية هي خيارك الأمثل. أما إذا كنت تهتم بالحفاظ على استقرار محفظتك وتقليل المخاطر خاصة في أوقات الأزمات، فإن الأسهم غير الدورية توفر لك هذا الأمان. التوازن بين النوعين قد يكون هو الحل الذكي لتحقيق أرباح مستقرة ومتنوعة على المدى البعيد.

متى تستثمر في الأسهم الدورية وغير الدورية؟ دليل توقيت الاستثمار الذكي

يعتمد اختيار توقيت الاستثمار في الأسهم بشكل كبير على الظروف الاقتصادية العامة واتجاهات السوق. فهم توقيت الدخول إلى الأسهم الدورية والأسهم غير الدورية يمنح المستثمر ميزة تنافسية لتقليل المخاطر وتعظيم العوائد. ولكل نوع من الأسهم توقيت مثالي يتناسب مع سلوك السوق والمراحل الاقتصادية المختلفة.

الأسهم الدورية تكون أكثر جاذبية عندما تشير المؤشرات الاقتصادية إلى بداية دورة انتعاش اقتصادي أو توسع. في هذه الفترات، يزداد الإنفاق الاستهلاكي وترتفع أرباح الشركات الدورية مثل شركات السفر والسلع الكمالية والسيارات. أفضل وقت للاستثمار في هذا النوع هو فترة ما بعد الركود أو مع ظهور إشارات النمو، حين تكون الأسعار لا تزال منخفضة نسبيًا ولكن التوقعات المستقبلية إيجابية. هذا يمنح المستثمر فرصة لجني أرباح أعلى عند صعود السوق.

أما الأسهم غير الدورية، فهي الأنسب خلال فترات التباطؤ الاقتصادي، أو عند وجود حالة عدم يقين في السوق مثل الأزمات الجيوسياسية أو التضخم المرتفع. في هذه الأوقات، يبحث المستثمرون عن الأمان والاستقرار، وهنا تبرز قوة الأسهم غير الدورية مثل شركات الغذاء والرعاية الصحية والمرافق. هذه الأسهم تقدم أداءً ثابتًا نسبيًا وتحمي رأس المال من الخسائر الحادة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا في فترات الانكماش أو تقلب الأسواق.

  • لتحقيق توازن استثماري ناجح، يُنصح بتعديل توزيع محفظتك بحسب المرحلة الاقتصادية. فمثلاً:
  1. في فترات النمو: ركّز على الأسهم الدورية لتحقيق أرباح أعلى.
  2. في فترات الركود أو التباطؤ: عزّز استثمارك في الأسهم غير الدورية للحفاظ على الاستقرار.

كيفية بناء محفظة استثمارية متوازنة تجمع بين الأسهم الدورية وغير الدورية

بناء محفظة استثمارية متوازنة لا يعتمد فقط على اختيار الأسهم المربحة، بل على توزيع ذكي بين الأصول المختلفة بما يضمن تحقيق عوائد مستدامة وتقليل المخاطر. من الاستراتيجيات الأكثر فعالية لتحقيق ذلك، المزج بين الأسهم الدورية والأسهم غير الدورية، حيث يُوفر هذا المزيج توازنًا بين فرص النمو والحماية من تقلبات السوق.

الأسهم الدورية تُضيف عنصر النمو لمحفظتك، إذ تحقق أرباحًا قوية خلال فترات الانتعاش الاقتصادي. لكنها في الوقت نفسه تحمل درجة عالية من المخاطرة، نظرًا لحساسيتها تجاه التغيرات الاقتصادية. من جهة أخرى، توفر الأسهم غير الدورية عنصر الأمان، فهي أكثر استقرارًا في فترات الركود وتقلّب السوق، ما يساعد على حماية رأس المال في الأوقات الصعبة.

ولبناء محفظة متوازنة فعليًا، يمكن اتباع ما يلي:
  • نموذج توزيع مقترح حسب نوع المستثمر: 
نوع المستثمرالأسهم الدوريةالأسهم غير الدورية
مستثمر محافظ30%70%
مستثمر معتدل50%50%
مستثمر جريء (نمو سريع)70%30%
  • نصائح إضافية لبناء المحفظة:
  1. تابع المؤشرات الاقتصادية باستمرار، وأعد ضبط التوزيع مع تغير الظروف (ما يُعرف بإعادة التوازن).
  2. نوّع داخل كل نوع من الأسهم، أي لا تقتصر على شركة واحدة دورية أو غير دورية، بل وزّع بين عدة قطاعات.
  3. ادمج صناديق الاستثمار أو صناديق المؤشرات (مثل ETFs) إن لم تكن لديك خبرة كافية في تحليل الأسهم فرديًا.

استخدام مزيج استراتيجي من الأسهم الدورية وغير الدورية يساعدك على تحقيق التوازن المطلوب بين النمو والأمان. فبينما تفتح الأسهم الدورية باب العوائد المرتفعة في فترات الانتعاش، تضمن لك الأسهم غير الدورية الثبات والمرونة في أوقات الأزمات. هذا التنويع هو أساس أي استراتيجية استثمارية ناجحة على المدى الطويل.

فإن فهم الفرق بين الأسهم الدورية وغير الدورية يمثل خطوة أساسية لأي مستثمر يسعى لتحقيق التوازن بين النمو والاستقرار في محفظته الاستثمارية. من خلال دراسة أداء كل نوع في مختلف المراحل الاقتصادية، وتحديد أفضل الأوقات للاستثمار في كلٍ منهما، يمكنك بناء استراتيجية ذكية قائمة على تنويع المحفظة الاستثمارية وتقليل المخاطر المحتملة. سواء كنت تسعى لتحقيق أرباح أعلى أو حماية أموالك في فترات الأزمات، فإن المزج بين الأسهم الدورية وغير الدورية يمنحك المرونة والثبات في عالم الاستثمار المتقلب.

هل تريد تعلم أسهم النمو أم أسهم القيمة؟ اقرأ: [أسهم النمو أم أسهم القيمة أيهما أنسب لمحفظتك؟]

تعليقات